recent
أخبار عاجلة

المنتخب المغربي يُقصي الفراعنة من نصف نهائي كأس أفريقيا للشباب: مواجهة نارية تُشعلها أهداف متأخرة وتاريخ طويل من الندية

الصفحة الرئيسية

المنتخب المغربي يُقصي الفراعنة من نصف نهائي كأس أفريقيا للشباب: مواجهة نارية تُشعلها أهداف متأخرة وتاريخ طويل من الندية

المنتخب المغربي يُقصي الفراعنة من نصف نهائي كأس أفريقيا للشباب: مواجهة نارية تُشعلها أهداف متأخرة وتاريخ طويل من الندية

المنتخب المغربي يُقصي الفراعنة من نصف نهائي كأس أفريقيا للشباب: مواجهة نارية تُشعلها أهداف متأخرة وتاريخ طويل من الندية

مقدمة صوت الواقع

شهد استاد الدفاع الجوي مساء الجمعة مواجهة كروية مشتعلة جمعت بين منتخبَي مصر والمغرب للشباب تحت 20 عامًا، في مباراة نصف نهائي بطولة كأس أمم أفريقيا للشباب المقامة على الأراضي المصرية. وعلى الرغم من التوقعات التي رجّحت كفة أصحاب الأرض بدعم الجماهير وروح الانتصار في الأدوار السابقة، إلا أن منتخب المغرب حسم النزال بهدف قاتل في الدقيقة 78 من توقيع اللاعب جونز العبدلاوي، ليصعد "أشبال الأطلس" إلى نهائي البطولة، في سيناريو حمل في طياته كثيرًا من الدروس والانعكاسات.

المباراة: صراع تكتيكي محكوم بالترقب والحذر

منذ صافرة البداية، بدا أن المنتخبين يدركان جيدًا أهمية هذه المرحلة من البطولة. فقد اتسم الشوط الأول بحذر شديد، مع قلة في الفرص الحقيقية على المرمى، وسط سيطرة نسبية لمنتخب المغرب الذي حاول فرض إيقاعه عبر التمريرات السريعة في وسط الميدان والاعتماد على الانطلاقات من الجناحين.

أما منتخب مصر، فكان أكثر تحفظًا في تحركاته، مع الاعتماد على الكرات الطويلة واستغلال المساحات خلف دفاع المغرب، إلا أن تلك المحاولات افتقرت إلى الفاعلية الهجومية الكافية، في ظل تألق دفاع "أشبال الأطلس" بقيادة إسماعيل البختي وفؤاد زهواني.

استمر السجال في الشوط الثاني مع دخول بعض التعديلات التكتيكية، لكن اللحظة الحاسمة جاءت في الدقيقة 78، عندما استغل جونز العبدلاوي هفوة دفاعية مصرية، وسدد كرة محكمة سكنت شباك الحارس عبد المنعم تامر، مُعلنة الهدف الأول للمغرب، والوحيد في المباراة.

تحليل فني: لماذا خسر الفراعنة؟

رغم امتلاك منتخب مصر لعناصر موهوبة أبرزها محمد زعلوك وأحمد شرف، إلا أن الفريق افتقر إلى الانسجام الهجومي والتنظيم في وسط الميدان. فكان من الواضح غياب الحلول الجماعية، والاعتماد المفرط على المهارات الفردية التي لم تكن كافية لاختراق الدفاع المغربي.

كما أن التغييرات الفنية التي أجراها الجهاز الفني بقيادة أسامة نبيه لم تأتِ بجديد يُذكر، بل بدا الفريق المصري مرتبكًا في الدقائق الأخيرة، رغم الحاجة الملحة للضغط الهجومي.

في المقابل، أظهر منتخب المغرب انضباطًا تكتيكيًا لافتًا، وتمكن من امتصاص الحماس المصري، قبل أن يوجه الضربة القاضية بهدف متأخر كان كافيًا لحسم التأهل.

تشكيلة المنتخبين: أرقام ووجوه صاعدة

دخل منتخب مصر المباراة بالتشكيلة التالية:

  • عبد المنعم تامر (حراسة المرمى)،

  • محمد سمير، أحمد عابدين، عبد الله بوستنجي، مهاب سامي (خط الدفاع)،

  • أحمد كباكا، محمد السيد، سيف الدين سفاجا، أحمد شرف، محمد زعلوك، مؤمن شريف (خط الوسط والهجوم).

أما منتخب المغرب، فقد اعتمد على:

  • يانيس بنشاوش (حراسة المرمى)،

  • حمزة كتون، إسماعيل البختي، إسماعيل باعوف، فؤاد زهواني (دفاع)،

  • حسام الصادق، رضا العلاوي، إلياس بومسعودي، عثمان معاما، أدم المختاري، سعد الحداد (وسط وهجوم).

وتألق من الجانب المغربي عدد من اللاعبين، أبرزهم عثمان معاما، الذي سبق أن سجل في شباك الفراعنة خلال مواجهة سابقة العام الماضي، وكذلك إلياس بومسعودي، الذي كان أحد مفاتيح التفوق في وسط الميدان.

رحلة الفريقين إلى نصف النهائي: تحديات وانتصارات

مصر: بداية متذبذبة ونهاية بطولية

بدأ منتخب مصر مشواره في البطولة بمستوى غير ثابت، حيث تعادل سلبيًا مع زامبيا، ثم تلقى خسارة ثقيلة أمام سيراليون (1-4)، قبل أن يحقق فوزًا مهمًا على جنوب أفريقيا بهدف دون رد، ثم أنهى دور المجموعات بفوز متواضع على تنزانيا.

ورغم تلك النتائج المتواضعة، تأهل الفراعنة إلى ربع النهائي كأحد أفضل المنتخبات أصحاب المركز الثالث، ونجحوا هناك في تخطي منتخب غانا القوي بركلات الترجيح (5-4) بعد مباراة مثيرة انتهت بالتعادل 2-2، في واحدة من أكثر المباريات حماسًا في البطولة.

المغرب: أداء مقنع وسيطرة واضحة

أما المنتخب المغربي، فقد فرض نفسه كأحد أقوى فرق البطولة منذ البداية، حيث تصدر مجموعته الثانية بجدارة، بعد انتصارين على كينيا (3-2) وتونس (3-1)، وتعادل سلبي مع نيجيريا.

وفي ربع النهائي، واجه "أسود الأطلس الصغار" منتخب سيراليون، ونجحوا في حسم اللقاء في الأشواط الإضافية بهدف دون رد، في لقاء شهد قوة بدنية عالية وتكتيكًا دفاعيًا من الطرفين.

مواجهة تاريخية متكررة: عقدة نفسية أم تفوق تكتيكي؟

تجدر الإشارة إلى أن هذه المباراة لم تكن الأولى بين المنتخبين خلال الفترة الأخيرة، حيث سبق أن التقيا في 14 نوفمبر 2024 ضمن التصفيات المؤهلة للبطولة، وحقق المغرب الفوز آنذاك بنتيجة (2-1)، في لقاء شهد تسجيل سعد الحداد وعثمان معاما للمغرب، مقابل هدف لمحمد سمير من مصر.

ويبدو أن هناك نمطًا من التفوق المغربي على المستوى النفسي والتكتيكي في مواجهات الفئات العمرية مع مصر خلال السنوات الأخيرة، ما يفتح باب التساؤل: هل تحول "أشبال الأطلس" إلى عقدة حقيقية للفراعنة في هذه الفئة؟

دور الجهاز الفني: أسامة نبيه تحت المجهر

تولى أسامة نبيه قيادة منتخب مصر للشباب في ظروف صعبة، وفي فترة قصيرة قبل انطلاق البطولة، لكنه تمكن من الوصول إلى نصف النهائي، وهو إنجاز لا يمكن الاستهانة به، خاصة بعد الفوز الدرامي على غانا.

ورغم الإقصاء، فإن خبرة نبيه كلاعب ومدرب ستظل ذات قيمة، لكن المرحلة القادمة تتطلب تقييمًا شاملًا لمسار الإعداد، خصوصًا في ظل ظهور بعض الثغرات التكتيكية والفردية التي لم يتم علاجها خلال البطولة.

المغرب في النهائي: الطموح نحو التتويج

بعد هذا الفوز، يتجه منتخب المغرب بكل ثقة إلى المباراة النهائية حيث يواجه منتخب جنوب أفريقيا، الذي نجح هو الآخر في إقصاء منتخب نيجيريا بهدف نظيف، ليضرب موعدًا مع أبناء الأطلس في نهائي يبدو واعدًا ومليئًا بالتشويق.

ويمتلك الفريق المغربي مجموعة من المواهب التي قد تقوده نحو اللقب القاري، بينما يبقى التحدي الأكبر في الحفاظ على التركيز والثبات حتى اللحظة الأخيرة.

المونديال القادم: هل يعود الفراعنة؟

تُقام بطولة كأس العالم تحت 20 عامًا في تشيلي بين 27 سبتمبر و19 أكتوبر 2025، وهو الحدث العالمي الذي يطمح منتخب مصر للعودة إليه بعد غياب طويل منذ آخر مشاركة عام 2013.

لكن بعد الخروج من نصف النهائي، سيُعاد النظر في طرق الإعداد والتأهيل، إذ تحتاج المنتخبات الشابة إلى تخطيط استراتيجي طويل المدى وليس فقط معسكرات قصيرة أو حلول مؤقتة.

في الختام: مباراة تفتح الباب لأسئلة كبرى

قد تكون الخسارة في نصف النهائي مؤلمة، لكن الأهم هو التعلم منها. فقد كشفت المباراة عن مكامن الضعف، وأبرزت في الوقت ذاته مواهب واعدة تستحق الدعم والصقل. بينما قدم منتخب المغرب نموذجًا يحتذى به في الانضباط والروح الجماعية.

ويبقى السؤال مطروحًا: هل نشهد في السنوات القادمة ثورة حقيقية في الكرة المصرية على مستوى الفئات السنية؟ أم ستظل الإنجازات مؤقتة والنتائج تتكرر؟ الوقت وحده سيكشف.

google-playkhamsatmostaqltradent