في ليلة حب الزعيم: «صاحبة السعادة» تحتفي بعادل إمام بحضور جيل جديد من الموهوبين
![]() |
| في ليلة حب الزعيم: «صاحبة السعادة» تحتفي بعادل إمام بحضور جيل جديد من الموهوبين |
مقدمة صوت الواقع
في سهرة استثنائية جمعت بين الحنين والإبداع، وبين عبق الماضي ونبض الحاضر، أطلقت الإعلامية الكبيرة إسعاد يونس حلقة خاصة من برنامجها الشهير "صاحبة السعادة" على قناة "dmc"، حملت عنوانًا غير معلن لكنه حاضر في كل تفصيلة: حب عادل إمام. ففي مشهد مميز، اجتمع عدد من الوجوه الشابة على خشبة المسرح ليعبروا بطريقتهم عن تقديرهم لأيقونة الكوميديا والدراما، الذي لا يزال حضوره يملأ الشاشات رغم الغياب الطويل.
مناسبة استثنائية.. وعنوانها الوفاء
الحلقة التي جاءت تزامنًا مع عيد ميلاد الزعيم عادل إمام، لم تكن مجرد احتفاء تقليدي بفنان قدير، بل بدت وكأنها رسالة حب جماعية من جيل جديد تربى على مشاهده، ونما وجدانه على إفيهاته، وسكنه تأثيره الفني كما يسكن الضوء عيون من شاهده للمرة الأولى.
اختارت إسعاد يونس – بعينها الذكية المعتادة – أن تجعل هذا التكريم مختلفًا. فبدلًا من استضافة رموز الزمن الجميل أو زملاء المسيرة كما هو معتاد، وجهت الدعوة لعدد من المواهب الفنية الشابة، ليرووا بلغتهم الخاصة كيف كان عادل إمام جزءًا من تكوينهم، بل وسببًا مباشرًا في دخولهم إلى هذا العالم الساحر.
نجوم المستقبل في حضرة الزعيم
شهدت الحلقة مشاركة مجموعة من الفنانين الشباب، من بينهم عمرو جمال، حازم إيهاب، عبد الرحمن حسن، موريس مودي، إسلام خالد، جلا هشام، ريهام الشنواني، وفرح الزاهد. وجميعهم قدّموا أداءً متنوعًا ومبهرًا خلال الحلقة، عكس مدى تأثرهم بتاريخ عادل إمام وحرصهم على تكريمه بطريقة إبداعية، ليس فقط عبر الحديث عنه، بل بمحاكاة عالمه وتقديم ملامح من أعماله بأسلوبهم.
ما ميز هذه السهرة عن غيرها هو الدمج الذكي بين الترفيه والمعرفة، حيث قسّمت إسعاد يونس الضيوف إلى فريقين: "الحريف" و**"طيور الظلام"**، في إشارة طريفة إلى بعض أشهر أفلام الزعيم، وتم توجيه أسئلة تتعلق بتاريخ عادل إمام السينمائي والمسرحي والتلفزيوني، مثل:
"أين قيلت جملة: يا شماتة أبلة ظاظا فيا؟"
وهي جملة لا تزال محفورة في ذاكرة المصريين، ودائمًا ما تستدعي ضحكة دافئة من جمهور يعرف جيدًا سياقها ووقعها.
الألعاب المسرحية... إفيهات الزعيم بروح جديدة
أكثر ما أضفى على الحلقة طابعًا حيويًا هو اعتمادها على أسلوب الأداء التمثيلي المباشر على المسرح، حيث قدّم الضيوف مجموعة من الألعاب الفنية التي استلهمت مشاهد وأقوال الزعيم، ولكن بأسلوبهم الشخصي، ما خلق لحظات مرحة مليئة بالطاقة والخيال، في تجربة مغايرة عمّا اعتاده جمهور البرنامج.
ومن أبرز الفقرات التي تفاعل معها الجمهور بشدة، كان عرض مقطع شهير للزعيم وهو يقدم جملة:
"لقد وقعنا في الفخ!"
وهي من فيلمه الشهير مرجان أحمد مرجان، والذي يعد من أكثر أفلامه تداولًا بين الأجيال الجديدة، لما فيه من سخرية اجتماعية ممزوجة بإبداع درامي لا تخطئه العين.
إسعاد يونس: وفاء لا ينضب لزمن الفن الجميل
كعادتها، كانت إسعاد يونس أكثر من مجرد مقدمة للبرنامج، بل بدت كعرّافة تعرف جيدًا كيف تربط الماضي بالحاضر. لم يكن حضورها حياديًا، بل عاطفيًا، مُفعمًا بالفخر، وكأنها تسرد – من خلال هذه الفقرة – فصلًا من سيرة ذاتية وطنية اسمها "تاريخ عادل إمام".
وبنظرة حب وبصوت يقطر دفئًا، قادت الفنانة والإعلامية الموهوبة الحوار إلى مناطق أعمق من مجرد الأسئلة والأجوبة، لترتقي بالحلقة إلى مستوى من الاحتفاء الرمزي، حيث غابت الشخصيات وحضر التأثير، وذابت الفواصل بين جيل تربى على أفلام "النمر والأنثى" و"المشبوه" و"كراكون في الشارع"، وجيل يعيد تقديم هذه الأعمال بلمسة معاصرة.
التأثير المستمر لعادل إمام على الأجيال
من الصعب الحديث عن عادل إمام دون التوقف عند تأثيره العميق على كافة الأجيال. لم يكن فنانًا عاديًا يمرّ مرور الكرام، بل هو ظاهرة فنية امتدت لأكثر من خمسة عقود، نجح خلالها في ملامسة هموم الناس وأحلامهم، في قالب يجمع بين السخرية والواقعية، وبين التسلية والنقد الاجتماعي.
وقد عبّر ضيوف الحلقة عن هذه النقطة تحديدًا، حيث أكّد العديد منهم أن مشاهد عادل إمام كانت سببًا مباشرًا في حبهم للتمثيل، وأنهم كانوا يقلدونه في طفولتهم، كما قال بعضهم إنه "علّمنا كيف نمثل بدون أن ننسى أن نضحك".
جمهور الحلقة: عناق بين الماضي والمستقبل
حالة التفاعل مع الحلقة لم تقتصر على الحاضرين في الاستوديو، بل امتدت إلى رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين عبّروا عن إعجابهم بالفكرة، وشاركوا مقاطع منها مصحوبة بتعليقات مليئة بالحب والتقدير للزعيم، وامتنان لإسعاد يونس على تقديم هذه المساحة التي سمحت لجيل جديد أن يلتقي فنيًا بواحد من عظماء الفن العربي.
ولم تخلُ التعليقات من ذكريات شخصية تتعلق بأعمال الزعيم، في مشهد يؤكد أن الفن الحقيقي لا يموت، بل يعيش في تفاصيل الناس اليومية، ويعيد تشكيل الوعي الجمعي جيلاً بعد جيل.
الفن كذاكرة وطنية
إن ما قامت به إسعاد يونس في هذه الحلقة لم يكن مجرد فقرة ترفيهية، بل كان استدعاءً لذاكرة وطنية اسمها عادل إمام. هو الذي عبر بفنه كل الحواجز السياسية والاجتماعية، وجمع بين جميع الأطياف تحت مظلة الضحكة الذكية والجملة الساخرة ذات المغزى.
وفي هذه الحلقة، بدا وكأن الشباب لا يكرمون فنانًا فقط، بل يحتفلون بمن فتح لهم بوابة الحلم، ووضعهم على أول طريق التمثيل، عن قصد أو عن غير قصد.
الختام: الزعيم باقٍ في قلوب الأجيال
رغم غياب عادل إمام عن الساحة الفنية لسنوات، إلا أن حضوره في الوجدان الجمعي لم يتراجع لحظة. وقد أثبتت حلقة "صاحبة السعادة" أن الزعيم لا يزال في القمة، ليس فقط لأنه صنع تاريخًا فنيًا من ذهب، بل لأن تأثيره مستمر، وجاذبيته متجددة، وصورته في ذاكرة الأجيال لا تزال نضرة كما كانت يوم ظهوره الأول على المسرح.
وفي النهاية، يمكن القول إن هذه الحلقة لم تكن فقط تكريمًا لعادل إمام، بل كانت رسالة حب خالدة من جيل المستقبل إلى أسطورة الماضي، ورسالة وفاء من فنانة أصيلة إلى صديق درب صنع معها أجمل حكايات الزمن الجميل.
