الأهلي يكتسح الزمالك ويتأهب للنهائي.. الأحمر يفرض سطوته في كلاسيكو السلة المصري
مقدمة صوت الواقع
في مواجهة لا تخلو من الإثارة والتاريخ، جدد النادي الأهلي هيمنته على صالات كرة السلة المصرية، بعدما حقق فوزًا ساحقًا على غريمه التقليدي نادي الزمالك بنتيجة 78-52، في اللقاء الذي جمع بينهما مساء السبت على صالة برج العرب، في إطار الجولة الثالثة من سلسلة نصف نهائي دوري السوبر المصري لكرة السلة، والتي تُلعب بنظام "Best of 5".
بذلك الانتصار، تقدم الأهلي في السلسلة بنتيجة 2-1، ليصبح على بُعد فوزٍ وحيد من حجز بطاقة العبور إلى نهائي البطولة، حيث ينتظره تحدٍ كبير قد يُتوج فيه مجددًا بلقب طالما اعتاد عليه في السنوات الأخيرة.
الأهلي يضرب بقوة.. والرد جاء قاسيًا
لم يكن مجرد فوز، بل رسالة واضحة من الفريق الأحمر مفادها أن من يراهن على سقوطه، عليه أن يعيد حساباته. فبعد أن خسر الأهلي المباراة الأولى بفارق نقطتين فقط (70-72) في مواجهة كانت مشتعلة حتى اللحظة الأخيرة، عاد في المباراة الثانية بقوة، وحقق انتصارًا بفارق 17 نقطة (69-52)، لكنه لم يكتفِ بذلك.
في المباراة الثالثة، انفجرت طاقات الأهلي على أرض الملعب، وقدّم لاعبوه عرضًا متكاملًا من الدفاع والهجوم، ليُسجلوا واحدة من أكبر الانتصارات في تاريخ المواجهات المباشرة مع الزمالك في منافسات دوري السوبر، بفارق 26 نقطة.
هذا الانتصار لم يكن وليد الحظ، بل نتيجة تخطيط ذكي وتنفيذ محكم، جسّده المدير الفني للفريق الأحمر من خلال إيقاف مفاتيح لعب الزمالك، والاعتماد على تنويع الهجمات، والضغط العالي منذ الدقيقة الأولى.
نقاط فنية فاصلة: كيف تفوق الأهلي؟
1. الدفاع الصارم
فرض الأهلي إيقاعه منذ البداية، واعتمد على الدفاع الضاغط الذي لم يُتح للاعبي الزمالك مساحة للحركة أو التصويب المريح، فظهرت العديد من الكرات المقطوعة، والإخفاقات في التسجيل من المسافات البعيدة.
2. التنويع الهجومي
لم يعتمد الأهلي على لاعب واحد، بل تنوعت مصادر النقاط، مما أربك دفاع الزمالك. كما نجح الفريق في تحقيق نسبة تسجيل عالية من الرميات الثلاثية مقارنة بمعدل الخصم، وهو ما كان له الأثر الأكبر في توسيع الفارق.
3. اللياقة البدنية
بدا الأهلي أكثر جاهزية بدنية، خاصة في الربع الثالث، حيث انهار الزمالك دفاعيًا، وبدأ لاعبو الأبيض يعانون من الإجهاد وفقدان التركيز، ما فتح المجال أمام الأهلي لتوسيع الفارق بسهولة.
الزمالك في مأزق.. هل انتهت فرص العودة؟
بالرغم من أن الزمالك كان قد دخل السلسلة بقوة وفاز بالمباراة الأولى، فإن الأداء في المباراتين الثانية والثالثة طرح علامات استفهام كثيرة حول جاهزية الفريق، خصوصًا من الناحية الذهنية والتنظيمية.
الزمالك افتقد لروح الانتصار التي ظهرت في اللقاء الافتتاحي، كما بدا على لاعبيه نوع من التوتر وسوء التركيز، بالإضافة إلى غياب الانسجام في التحركات الدفاعية والهجومية، الأمر الذي دفع ثمنه الفريق غاليًا.
ومع تأخره بنتيجة 1-2 في السلسلة، أصبح الزمالك مُجبرًا على الفوز بالمباراتين القادمتين إن أراد الوصول إلى النهائي. مهمة لن تكون سهلة على الإطلاق، خصوصًا في ظل الحالة الفنية والمعنوية التي يظهر بها الأهلي.
كلاسيكو السلة.. صراع لا ينتهي
الصدام بين الأهلي والزمالك في كرة السلة يحمل دائمًا نكهة خاصة، لا تقل سخونة عن مواجهاتهما في كرة القدم. ومع كل مباراة، يُكتب فصل جديد من التحدي والتاريخ.
على مدار سنوات، تبادل الفريقان السيطرة على البطولات، لكن في السنوات الأخيرة، استطاع الأهلي أن يفرض تفوقًا واضحًا في معظم المسابقات المحلية، وهو ما يُثبته أداء الفريق في هذه السلسلة.
ما يميز مباريات الكلاسيكو في السلة، هو الحماس الكبير والندية الشديدة، لكن يبدو أن كفة التوازن بدأت تميل بوضوح لصالح الفريق الأحمر.
نجم المباراة: الفريق بأكمله
في هذه المواجهة، لا يمكن نسب الانتصار للاعب بعينه، فالأهلي لعب كمجموعة متكاملة. كل لاعب كان يؤدي دوره بدقة، وكل حركة كانت مدروسة. اللاعبون البدلاء قدموا دعمًا حقيقيًا، والمدرب قرأ المباراة بطريقة مثالية، واستثمر نقاط الضعف لدى الخصم.
هذا النوع من الأداء الجماعي يُشكل التهديد الأكبر لأي منافس، ويزيد من فرص الأهلي في الوصول إلى اللقب مجددًا.
الجماهير.. بين نشوة الانتصار وقلق القادم
على مواقع التواصل الاجتماعي، امتلأت صفحات جماهير الأهلي بحالة من النشوة والاحتفال بعد الفوز الكبير، بينما عبر أنصار الزمالك عن خيبة أملهم من الأداء المتراجع للفريق في آخر مباراتين.
ومع اقتراب الحسم، تتجه الأنظار إلى المباراة الرابعة التي من المتوقع أن تكون حاسمة. فإما أن ينجح الأهلي في إنهاء السلسلة والتأهل للنهائي، أو أن ينجح الزمالك في جرّها إلى مباراة خامسة فاصلة.
هل حسم الأهلي المعركة؟
رغم الفوز الكبير، إلا أن المدير الفني للأهلي يدرك جيدًا أن السلسلة لم تنته بعد، وأن كرة السلة لا تعترف بالحسابات المسبقة. فالزمالك ما زال يمتلك الإمكانيات، ويعرف كيف يعود في الأوقات الصعبة.
لكن إن واصل الأهلي بنفس الأداء والانضباط، فإن فرصته في التأهل للنهائي تبدو أقرب من أي وقت مضى.
ختامًا: الأهلي على أعتاب مجد جديد
بأداء استعراضي وروح قتالية عالية، وضع الأهلي نفسه في موقع مميز للتأهل إلى نهائي دوري السوبر. هذا الفريق، الذي بات يُعرف بثقافة الفوز والاحترافية العالية، لا يبدو أنه سيكتفي بما أنجزه، بل يطمح للقب جديد يضاف إلى خزائنه المليئة بالبطولات.
في المقابل، تبقى أعين الزمالك معلقة بأمل العودة، رغم صعوبة المهمة، فالتاريخ يشهد بأن الأبيض لا يعرف الاستسلام بسهولة.
ويبقى السؤال: هل يواصل الأهلي طريقه بثبات نحو النهائي، أم يعود الزمالك من بعيد ليقلب الموازين؟ الجواب في المباراة القادمة، والتي قد تُحدد هوية المتأهل إلى المباراة النهائية في واحدة من أقوى نسخ دوري السوبر لكرة السلة المصرية.
