زيزو وتأشيرة السفر إلى أمريكا: لغز داخل القلعة البيضاء
![]() |
| زيزو وتأشيرة السفر إلى أمريكا: لغز داخل القلعة البيضاء |
مقدمة صوت الواقع : أزمة جديدة تهز استقرار الزمالك
في ظل موسم حافل بالتقلبات على كافة الأصعدة داخل نادي الزمالك، طفت على السطح قضية جديدة أثارت الجدل داخل الأوساط الرياضية وجماهير القلعة البيضاء. بطل القصة هو نجم الفريق أحمد مصطفى المعروف بـ"زيزو"، أحد أبرز لاعبي الدوري المصري وأكثرهم تأثيرًا في أداء الزمالك مؤخرًا. أما سبب الجدل، فهو رحلته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي فتحت باب التساؤلات على مصراعيه بشأن نوع التأشيرة التي حصل عليها اللاعب، ودوافع سفره في توقيت دقيق بالنسبة للنادي.
التحقيقات القانونية تبدأ.. وزيزو يرد
بدأت فصول القصة عندما تم استدعاء زيزو للمثول أمام الشؤون القانونية داخل نادي الزمالك، حيث تم الاستماع لأقواله في جلسة تحقيق داخل أسوار النادي، بحضور ممثلين عن الإدارة القانونية وبعض المسؤولين في الفريق الأول. ورغم أن التحقيق تم في أجواء يغلب عليها الطابع الداخلي والحرص على عدم تسريب التفاصيل، إلا أن مصادر مقربة من الإدارة كشفت أن الجلسة تناولت بشكل رئيسي سبب سفر اللاعب، ومدى توافقه مع التزاماته التعاقدية والفنية.
ولم تكن جلسة الاستماع هذه مجرد إجراء روتيني، بل جاءت بعد تساؤلات مكثفة داخل المجلس حول طبيعة تأشيرة اللاعب، وإذا ما كانت تحمل طابعًا سياحيًا بحتًا أم تتضمن أهدافًا أخرى – ربما ترتبط باجتماعات أو تفاوضات تخص مستقبله الاحترافي، خاصة مع تداول أخبار تفيد باهتمام أندية خارجية بضمه في فترة الانتقالات القادمة.
الزمالك يسعى للحصول على معلومات رسمية
وفقًا لما كشفت عنه مصادر موثوقة داخل نادي الزمالك في تصريحات خاصة لـ"[صوت الواقع]"، فإن إدارة النادي حاولت – في إطار بحثها عن الحقيقة – التواصل بشكل غير رسمي مع السفارة الأمريكية بالقاهرة، بهدف الاستفسار عن طبيعة التأشيرة التي حصل عليها زيزو. إلا أن الرد كان قاطعًا: لا يمكن للسفارة الإفصاح عن أي معلومات تخص تأشيرات الأفراد، سواء كانوا شخصيات عامة أو مواطنين عاديين، إلا في حال وجود تفويض قانوني من الشخص المعني، أو إذا اقتضت الضرورة بناءً على اتفاقيات دبلوماسية خاصة.
المصدر ذاته أكد أن هذه المحاولة لم تكن بدافع التشكيك في اللاعب، بل رغبة من الإدارة في التأكد من بعض الأمور التي أثارتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي ربطت بين سفر زيزو إلى الولايات المتحدة واحتمال وجود مفاوضات غير معلنة مع أندية أجنبية.
القوانين تحمي خصوصية الأفراد
من الناحية القانونية، تُعد مسألة التأشيرات من الأمور المحمية بالقانون الدولي، ولا يحق لأي جهة – حتى لو كانت جهة عمل – الاطلاع على تفاصيل منح التأشيرة دون إذن مباشر من صاحبها. وهو ما يعني أن تحرك الزمالك في هذا الاتجاه، وإن كان مفهومًا من منطلق القلق على مصالح النادي، لا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة قانونية مباشرة، ما لم يكن هناك تعاون من جانب اللاعب نفسه.
ويطرح هذا الواقع القانوني معضلة داخل إدارة الزمالك، التي تجد نفسها مطالبة بالموازنة بين احترام خصوصية اللاعب، والحفاظ على مصالح الفريق، خاصة في ظل حساسية المرحلة التي يمر بها النادي حاليًا.
جماهير الزمالك تتابع عن كثب
لا يمكن تجاهل الأثر الكبير الذي تركته هذه القضية على جماهير نادي الزمالك، التي تعيش بالفعل حالة من القلق بسبب الأداء المتذبذب للفريق، والظروف الإدارية غير المستقرة، إضافة إلى شبح الديون والعقوبات. ظهور قضية جديدة تتعلق بأحد أعمدة الفريق مثل زيزو، يعني مزيدًا من التوتر الجماهيري، خاصة مع انتشار الإشاعات التي ربطت سفر اللاعب بإمكانية هروبه أو توقيعه لنادٍ أجنبي دون علم الزمالك.
رغم ذلك، لا يزال قطاع كبير من جمهور الزمالك يمنح زيزو الثقة، معتبرين أن رحلته الأخيرة قد تكون شخصية أو للراحة، ولا تستدعي كل هذا التصعيد، ما لم تظهر أدلة دامغة على وجود نية مبيتة لمغادرة النادي بشكل غير رسمي.
زيزو والتزامه السابق مع النادي
من المعروف أن زيزو كان في فترات سابقة محط أنظار عدد من الأندية الخليجية والأوروبية، وقد تلقى بالفعل عدة عروض مغرية، لكنه فضّل البقاء في الزمالك في أكثر من مناسبة، احترامًا لجماهير النادي وإيمانًا بقيمته داخل الفريق. ورغم الضغوط الكبيرة التي يواجهها، حافظ اللاعب على مستواه الفني في أغلب المباريات، وكان حاسمًا في عدد من اللقاءات المهمة.
هذا التاريخ من الالتزام، قد يكون العامل الذي يمنحه بعض الحصانة أمام سيل الشكوك، خاصة إذا ما قرر الخروج في وقت لاحق لتوضيح الموقف بشكل شخصي.
مستقبل اللاعب... بين البقاء والرحيل
القضية الراهنة فتحت مجددًا ملف مستقبل زيزو داخل القلعة البيضاء. فبين الرغبة الواضحة لدى بعض الأندية في ضمه، والظروف المالية الصعبة التي يعاني منها الزمالك، يبدو أن جميع الاحتمالات واردة خلال سوق الانتقالات المقبل. فهل يستمر زيزو في قيادة خط وسط الفريق الأبيض؟ أم أن رحلته الأمريكية كانت تمهيدًا لخوض تجربة احترافية جديدة بعيدًا عن أجواء الدوري المصري؟
الإجابة لا تزال في علم الغيب، لكن المؤكد أن الفترة المقبلة ستكون حاسمة، سواء من حيث القرارات الإدارية التي ستتخذها إدارة النادي، أو من حيث مواقف اللاعب نفسه.
رسالة أخيرة من داخل الزمالك
على هامش كل ما أثير، أكد مصدر مسؤول داخل نادي الزمالك أن الإدارة تحرص على الحفاظ على وحدة الفريق، وتعمل بكل هدوء لضمان استقراره خلال المرحلة المقبلة. وأضاف أن "ما يشغلنا في المقام الأول هو أداء الفريق داخل الملعب، ونتعامل مع كل ملف وفقًا لأبعاده القانونية والاحترافية"، مشيرًا إلى أن الباب مفتوح دائمًا لأي توضيحات من اللاعبين، وأن "التعاون والشفافية هما أساس أي علاقة ناجحة".
خلاصة: ما بين الحق والقلق
في النهاية، تظل قضية زيزو مثالًا حيًا على طبيعة الضغوط التي تواجهها الأندية المصرية الكبرى، خاصة عندما يتعلق الأمر بنجوم الصف الأول. وبين حرص الإدارة على مصلحة النادي، وحق اللاعب في الخصوصية والحرية الشخصية، يقف الرأي العام حائرًا، في انتظار ما ستكشفه الأيام القادمة.
هل سينتهي الجدل بتوضيح رسمي؟ أم أن الصمت سيبقى سيد الموقف؟ في كل الأحوال، يبقى زيزو حتى اللحظة أحد أهم أوراق الزمالك، والرهان عليه لم يُسقط بعد.
.png)