بيلا حديد تخطف الأضواء في افتتاح مهرجان كان السينمائي: سحر الأناقة يلتقي بتاريخ الفن السابع
![]() |
| بيلا حديد تخطف الأضواء في افتتاح مهرجان كان السينمائي: سحر الأناقة يلتقي بتاريخ الفن السابع |
مقدمة صوت الواقع
من على السجادة الحمراء التي لطالما كانت مسرحًا للأناقة، والجرأة، واللحظات الخالدة في عالم الفن، عادت بيلا حديد، عارضة الأزياء العالمية ذات الأصول الفلسطينية، لتشعل أجواء مهرجان كان السينمائي من جديد بإطلالة جريئة خطفت الأنظار وتصدرت عناوين وسائل الإعلام العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي خلال افتتاح الدورة الـ78 من المهرجان الأعرق عالميًا في مدينة كان الفرنسية.
في واحدة من أكثر اللحظات المرتقبة على جدول فعاليات المهرجان، ظهرت بيلا بفستان أسود أنيق يتميز بفتحة كبيرة في الظهر، ما عكس روح الجرأة والرقي في آنٍ معًا، وهو ما اعتُبر رسالة رمزية مزدوجة عن الحرية والتعبير الجريء ضمن إطار الفن والموضة. ووسط عدسات المصورين، وخلف ومضات الكاميرات، بدا واضحًا أن بيلا تعرف جيدًا كيف تتحكم بلغة الجسد والمشهد، وتحول خطواتها على "الريد كاربت" إلى لحظة سينمائية بحد ذاتها.
الحضور الذي لا يُنسى: بيلا حديد نجمة الليلة الأولى
منذ لحظة وصولها إلى ساحة المهرجان، تجمعت عدسات الإعلاميين ومحبي الموضة لرصد أدق تفاصيل إطلالتها، التي اختارتها بعناية لتكون مناسبة تمامًا لافتتاح حدثٍ عالمي تتداخل فيه الثقافة والفن مع السياسة والرسائل الإنسانية.
فستان بيلا، بتصميمه الكلاسيكي الممزوج بلمسات عصرية، لم يكن مجرد قطعة أزياء، بل بدا وكأنه يحمل في طياته قصة عن تمكين المرأة، وتحدي الصور النمطية، والمضي قدمًا في صناعة الجمال بمعايير ذات طابع فني ومتحرر.
بيلا التي عُرفت خلال السنوات الماضية بمواقفها الجريئة ودعمها للقضايا الإنسانية، لا سيما القضية الفلسطينية، استطاعت من خلال هذا الحضور أن تؤكد مرة أخرى أنها ليست مجرد وجه جميل في عالم الأزياء، بل أيقونة لها موقف ورسالة، تجيد استخدام المنصة العالمية التي يوفرها لها مهرجان بحجم "كان" لإعادة توجيه الأنظار إلى القضايا التي تؤمن بها.
مهرجان كان.. أكثر من مجرد احتفال بالأفلام
افتتح مهرجان كان السينمائي دورته الـ78 وسط أجواء احتفالية مميزة تحت شعار "العودة إلى الرومانسية والطابع الفرنسي الكلاسيكي العريق"، وهي دعوة إلى استعادة جوهر السينما الذي تأسس على الحلم، والحب، والجمال البصري.
وتقام فعاليات هذا المهرجان، الذي يعد الأعرق في صناعة السينما العالمية، خلال الفترة الممتدة من 13 حتى 24 مايو 2025، مستقطبًا نخبة من صناع السينما، ونجوم الفن، ومخرجي الصف الأول من كل القارات، فضلًا عن آلاف النقاد والصحفيين والمهتمين بعالم السينما والموضة.
وفي حفل الافتتاح، اختار القائمون على المهرجان تكريم أحد أعمدة السينما العالمية، النجم الأميركي روبرت دي نيرو، بمنحه السعفة الذهبية الفخرية، في خطوة تحمل الكثير من الدلالات. فدي نيرو الذي سبق أن فاز بالسعفة الذهبية عن فيلمه الشهير "تاكسي درايفر" عام 1976، يعود اليوم إلى منصة التكريم بعد مرور ما يقرب من نصف قرن، في لحظة وجدانية تستدعي رمزية الزمن والوفاء للمبدعين الذين أسهموا في تشكيل وعي الأجيال.
بيلا حديد: ما بين الأزياء والفن والقضية
منذ انطلاق مسيرتها المهنية، لم تكن بيلا حديد مجرد عارضة أزياء تقليدية. فقد مزجت بين الجاذبية الفائقة، والثقة بالنفس، والرسائل التي تحملها في مواقفها وخياراتها الفنية والشخصية.
ولم يكن اختيارها لفستان بفتحة ظهر جريئة في افتتاح مهرجان "كان" هذا العام قرارًا عشوائيًا، بل كان تعبيرًا عن مفهوم معقد يتشابك فيه الجمال مع الحرية، والموضة مع التمرد، والأناقة مع الموقف.
وتُعرف بيلا بدعمها المتواصل للقضية الفلسطينية، حيث استخدمت منصاتها مرارًا للحديث عن حقوق الشعب الفلسطيني، وللتنديد بالانتهاكات، وهو ما جعلها تتعرض في بعض الأحيان لحملات انتقادية ممنهجة، لكنها ظلت متمسكة بمواقفها، ما زاد من احترام شريحة كبيرة من الجماهير لها.
وفي مهرجان "كان"، بدا أن حضورها لم يكن فنيًا فقط، بل كان سياسيًا وإنسانيًا بصيغة غير مباشرة، تؤكد أن السجادة الحمراء يمكن أن تكون أيضًا مساحة للنقاش حول القيم والمبادئ، لا مجرد منصة للصور والاستعراض.
تفاعل عالمي مع إطلالتها
تصدرت صور بيلا حديد صفحات المجلات والمواقع الفنية العالمية مثل Vogue وElle وHarper's Bazaar، فيما تفاعل الجمهور معها على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع.
في أقل من ساعة، تحولت صورها من السجادة الحمراء إلى "ترند" عالمي على تويتر وإنستغرام، وتراوحت التعليقات بين الإعجاب الشديد بجرأتها، والثناء على اختياراتها الجمالية، وصولًا إلى إشادة جمهورها بمواقفها الجريئة التي تتجاوز الموضة.
وبينما أشاد البعض بإطلالتها التي تعكس "أنوثة قوية"، اعتبر آخرون أن بيلا باتت تمثل جيلًا جديدًا من النجمات اللواتي لا يكتفين بالتألق بل يمتلكن صوتًا وموقفًا.
مهرجان كان: التقاء الفن بالرسائل العميقة
يعكس مهرجان "كان" السينمائي في دورته الحالية رغبة واضحة في استعادة الدور الثقافي والرسالي للفن السابع. فلم يعد المهرجان مجرد عرض للأفلام، بل تحول إلى منصة نقاش كبرى حول القضايا التي تواجه العالم، من تغير المناخ إلى العدالة الاجتماعية، ومن حقوق المرأة إلى حرية التعبير.
وفي هذا السياق، تشكل مشاركة بيلا حديد واحدة من تلك اللحظات التي تُجسد تداخل الثقافي بالسياسي، والشخصي بالعالمي، لتصبح إطلالتها أكثر من مجرد "لوك"، بل رمزًا للتعددية والتنوع والانفتاح.
الختام: حضور يليق بنجمة تعرف قيمة الصورة والصوت
بيلا حديد، بخطواتها الواثقة على سجادة مهرجان كان، أعادت تعريف معنى أن تكون أيقونة. فهي ليست فقط امرأة أنيقة بفستان فخم، بل شخصية تتقن اللعب على حافة الضوء والظل، الجمال والموقف، العرض والجوهر.
وفي مهرجان يحتفي بالسينما كلغة عالمية، جاءت بيلا لتؤكد أن لغة الجمال لا تقل أهمية، بل قد تكون أحيانًا أكثر تعبيرًا من الكلمات.
ومع انطلاق فعاليات مهرجان كان السينمائي، وتوافد نجوم العالم إلى تلك المدينة الفرنسية الهادئة، يبقى مشهد بيلا حديد على السجادة الحمراء حاضرًا في الذاكرة، كواحد من أبرز لحظات الافتتاح، وربما الأكثر تعبيرًا عن روح العصر: عصر تلتقي فيه الموضة بالقضايا، والنجومية بالمواقف، والسحر بالإحساس بالمسؤولية.
